Thursday 20 March 2014

نَطَرَات

إرتمى بالقرب مني على طاولته...هي له بوجوده كما غيابه. لا منفضته و لا الجريدة -التي لا يعلم تاريخها إلا هو- تتحركان أو تلامسهما يد بشر.
أخرج سيجارته من جيب جاكيتة مهترئة بالشمس و الحياة, داعبها بأنامله العذراء, عذراء كونها أول سيجارة في اليوم, لا ترمى بنهم كغيرها

تغنجت "ماركيزته" طوعا و كرها, منتظرة ولاعة أخرجتها اليد الأخرى في غفلة مني, فقد ألهتني قصة حب اليد الأولى.
 حتى الولاعة و كأنها تعلم أنها السيجارة الأولى, لم تلاعبه لعب الظهيرة المعهودة, فبالكبسة الأولى لفح لهيبها طرف سيجارة حائرة: بين لهيب سَكنَ منها ما سَكَن, و بين قُبلة الولهان مجنون لَيلًاه

أخذ نفسا كأن الحياة ستتوقف, حثه على المكوث حتى إرتخت المهترئة من عضلاته, ليخرجه على مهل مستمتعا بلوحات يرسمها الدخان بريشة شاربٍ كثٍ

أتت قهوته, لا يسأله الكارسون عن نوعها أو يومه, فهو المعتاد, هو مول الشي. ريحها الزكية توقظ ذكرى الكانون و خبز الشعير و الحسوة, ذكريات تعكر صفوها النطرة الثانية.... لا تهمني, فالأولى هي العلاقة هي الحب و ما بعدها روتين و حركات و شهيق و زفير


تعبت يده من مطالب السيجارة, أضناه الحمل و التقبيل و الزفير, فتدلت بين أنامله, في غَيابات اللامبالاة.
أنيستها الوحيدة, قهوة فقدت ريحها في إنتظار من لا يبالي.

    Lorem Ipsum

    Followers